سورة الحاقة - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الحاقة)


        


قوله جلّ ذكره: { يَوْمَئذٍ تُعْرِضُونَ لاَ تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ} وفي كلِّ نَفَسٍ مع هؤلاء القوم محاسبَةٌ ومطالَبةٌ، منهم مَنْ يستحق المعاتبة، ومنهم من يستحق المعاقبة.
قوله جلّ ذكره: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَابَهُ بِيَمِينه فَيَقُولُ هَآؤُمُ اقْرءُواْ كِتَابِيَهْ إِنِّى ظَنَنتُ إِنِّ مُلاَقٍ حِسَابِيَهْ}.
يسلم له السرورُ بنعمة الله، ويأخذ في الحمد والمدح.
{فَهُوَ فِى عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ}.
القومُ- غداً- في عيشةٍ راضية لأنه قد قُضِيَتْ أوطارُهم، وارتفعت مآربُهم، وحصلت حاجاتُهم، وهم- اليومَ- في عيشةٍ راضية إذ كَفُّوا مآرِبَهم فَدَفَعَ عن قلوبهم حوائجَهم؛ فليس لهم إرادةُ شيءٍ، ولا تَمَسُّهم حاجةٌ. وإنماهم في رَوْح الرضا... فعَيْشُ أولئك في العطاء، وعَيْشُ هؤلاء في الرضاء؛ لأنه إذا بدا عِلْمٌ من الحقيقة أو معنًى من معانيها فلا يكون ثمة حاجة ولا سؤال. ويقال لأولئك غداً.


{كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَآ أَسْلَفْتُمْ فِى الأَيَّامِ الخَالِيَةِ}.
ويقال لهؤلاء: اسمعوا واشهدوا... اسمعوا منَّا.... وانظروا إلينا، واستأنِسوا بقُرْبنا، وطالعوا جمالَنا وجلالَنا.... فأنتم بنا ولنا.
قوله جلّ ذكره: {وَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ: يَالَيْتَنِى لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ يَالَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ}.
هناك- اليومَ- أقوامٌ مهجورون تتصاعد حسارتُهم، ويتضاعف أنينُهم- ليلَهم ونهارَهم- فليلُهم ويلٌ ونهارهم بُعَاد؛ تكدَّرتْ مشاربُهم، وخربت أوطانُ أُنْسِهم، ولا بكاؤهم يُرْحَم، ولا أنينُهم يُسْمَع , فعِنْدَهم أنهم مُبْعَدون , وهم في الحقيقة من اللَّهِ مرحومون، أسبلَ عليهم السترَ فَصَغَّرَهم في أعينهم- وهم أكرمُ أهل القصة! كما قالوا:
لا تُنْكِرنْ جحدي هواكَ فإنما *** ذاك الجحودُ عليك سترٌ مُسْبَلُ


{كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَآ أَسْلَفْتُمْ فِى الأَيَّامِ الخَالِيَةِ}.
ويقال لهؤلاء: اسمعوا واشهدوا... اسمعوا منَّا.... وانظروا إلينا، واستأنِسوا بقُرْبنا، وطالعوا جمالَنا وجلالَنا.... فأنتم بنا ولنا.
قوله جلّ ذكره: {وَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ: يَالَيْتَنِى لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ يَالَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ}.
هناك- اليومَ- أقوامٌ مهجورون تتصاعد حسارتُهم، ويتضاعف أنينُهم- ليلَهم ونهارَهم- فليلُهم ويلٌ ونهارهم بُعَاد؛ تكدَّرتْ مشاربُهم، وخربت أوطانُ أُنْسِهم، ولا بكاؤهم يُرْحَم، ولا أنينُهم يُسْمَع , فعِنْدَهم أنهم مُبْعَدون , وهم في الحقيقة من اللَّهِ مرحومون، أسبلَ عليهم السترَ فَصَغَّرَهم في أعينهم- وهم أكرمُ أهل القصة! كما قالوا:
لا تُنْكِرنْ جحدي هواكَ فإنما *** ذاك الجحودُ عليك سترٌ مُسْبَلُ

1 | 2 | 3 | 4 | 5