{كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَآ أَسْلَفْتُمْ فِى الأَيَّامِ الخَالِيَةِ}.ويقال لهؤلاء: اسمعوا واشهدوا... اسمعوا منَّا.... وانظروا إلينا، واستأنِسوا بقُرْبنا، وطالعوا جمالَنا وجلالَنا.... فأنتم بنا ولنا.قوله جلّ ذكره: {وَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ: يَالَيْتَنِى لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ يَالَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ}.هناك- اليومَ- أقوامٌ مهجورون تتصاعد حسارتُهم، ويتضاعف أنينُهم- ليلَهم ونهارَهم- فليلُهم ويلٌ ونهارهم بُعَاد؛ تكدَّرتْ مشاربُهم، وخربت أوطانُ أُنْسِهم، ولا بكاؤهم يُرْحَم، ولا أنينُهم يُسْمَع , فعِنْدَهم أنهم مُبْعَدون , وهم في الحقيقة من اللَّهِ مرحومون، أسبلَ عليهم السترَ فَصَغَّرَهم في أعينهم- وهم أكرمُ أهل القصة! كما قالوا:لا تُنْكِرنْ جحدي هواكَ فإنما *** ذاك الجحودُ عليك سترٌ مُسْبَلُ